الغيرة أمر شائع بين الأولاد كما هو بين الكبار، وقد تؤدّي عند الأولاد الى أن يؤذوا بعضهم البعض. غالبا ما يلجأ الأهل الى معاقبة أولادهم على غيرتهم من دون أن يعرفوا الأسباب التي أدّت الى تلك الحالة والأمور التي تدفعهم الى الغيرة من إخوتهم.
قد تبدأ الغيرة في عمر مبكر ومن مسبباتها:
وجود مولود جديد في الأسرى
علاقة الأبوين
الأصدقاء وما يملكونه من أغراض كالألعاب مثلا
تؤدّي الغيرة الى العنف وتدفع الأطفال الى أن يقوموا بتصرّفات سيّئة ليلفتوا انتباه أهلهم، وقد تتحوّل هذه التصرّفات الى أعمال مؤذية.
كيفية معالجة موضوع الغيرة:
امضي وقتا مع أطفالك: أعطي كل طفل الوقت الكافي ليعبّر عن مشاعره، فسيسرّهم أي يتشاركوا معك أفكارهم وأعمالهم.
عاملي طفلك وكأنّه فريد: لا تعاملي أطفالك بالتساوي بل عاملي كل واحد منهم ككائن فريد فإعطائهم كمية الوقت والحب نفسها لا يكفي، بل عليك أن تبحثي عن تميّز طفلك وتنمّيه.
إبتعدي عن المقارنة: لا تقارني طفلك بإخوته أو رفاقه. لا تسأليه لماذا لا ترتّب غرفتك مثل أخيك؟ فهذا الموقف يسبب بالغيرة وقد يدفع طفلك الى أن يؤذي أخاه. لذلك من المستحسن إقناعه بالتفسيرات المنطقية.
ضعي قواعد للمنزل وشدّدي على ضرورة تطبيقها. الإستفزاز والتشاجر ممنوع وطلب الإذن ضروري. علّمي طفلك على احترام مشاعر إخوته وعلى معرفة قيمة العلاقة بين الإخوة.
دائما إستمعي الى رأي الطرفين: كوني عادلة واعطي كل طفل الوقت لإعطاء رأيه. لا تلقي اللوم دائما على الأكبر سنّا فبذلك تدلّلي طفلك الصغير وتدمّري معنويّات الكبير. تذكّري أنّ الإثنين منهما لا يزالان أطفال.
إنّه أمر طبيعي أن يتنافس أطفالك للفت انتباهك ولكن عندما يتأزّم الوضع ويؤدّي الى تصرّفات غير مقبولة قد يسبب ذلك بمشاكل في المنزل لذلك عليك أن تحافظي على هدوءك وتساعدي أولادك وتكوني عادلة معهم.
كيفية تجنب الغيرة بين طفلك والمولود الجديد:
إنّ ولادة طفل جديد في الأسرة قد تسبب لولدك بشعور الغيرة، فقبل ولادة أخيه أو أخته كان طفلك يأخذ كل اهتمامك، أمّا الآن فعليه أن يتقاسمه مع المولود الجديد. يصعب على الطفل أن يتفهّم هذا الأمر ومن مسؤوليّتـك أن تحمي المولود الجديد وتعلّمي طفلك كيف يتأقلم مع الوضع من دون غيرة.
من الأفضل أن تبدئي في عمر مبكر أن تحضّري طفلك لولادة أخيه أو أخته، وإليك بعض النصائح:
دعي طفلك يذهب معك لزيارة الطبيب ودعيه يتفاعل مع الجنين في بطنك. إسمحي لطفلك أن يساعدك في تحضير غرفة المولود الجديد ودعيه يعطي ثيابه وألعابه لأخيه أو أخته فسيستمتع بالأمر كثيرا. إشتري له أيضا أغراضا جديدة.
عندما يلد المولود الجديد علّمي طفلك كيف يلعب معه ويلمسه من دون أن يؤذيه. إمدحيه على سلوكه الجيّد بل لا تتركيه أبدا مع المولود الجديد على حدى.
إذا كان طفلك يشعر بالإستياء تجاه أخيه أو أخته دعيه يعبّر عن مشاعره وساعديه على التأقلم مع الوضع. عندما تتكلّمي معه وتحسّسيه بأنّك تتفهّمي مشاعره سيرتاح.
دعي طفلك يساعدك بأعمالك اليومية بما فيها الإهتمام بالمولود الجديد واستحمامه والتنزّه معه وقراءة القصص له وغيرها. عندما سيرى طفلك أنّ أخاه أو أخته يتفاعل معه سيشعر بالراحة والفرح.
خصّصي وقتا لطفلك: كلّما كان المولود الجديد نائما إجلسي مع طفلك واقرئي له قصّة أو العبا معا. احضنيه ودعيه يشعر بحنانك.
لا تقارني المولود الجديد بطفلك، كخطوته الأولى أو سنّه الأوّل أو متى قص شعره للمرّة الأولى... قد يشعر طفلك بعدها أنّك تنتقدينه.
لا تلقي اللوم على المولود الجديد: لا تقولي لطفلك أنه لا يستطيع الذهاب الى الحديقة بما أنّ المولود الجديد نائم أو أنّك لا تستطيعين أن تساعديه بما أنّك تحملين المولود الجديد. عليك أن تفسّري له الأمور بطريقة أخرى، قولي له مثلا أنّكما ستذهبان الى الحديقة بعد الغداء وأنّك ستساعدينه عندما تكون يداك فارغة...
مع الوقت سيتعوّد طفلك على وجود المولود الجديد فعليك أن تتمتّعي بالصبر وتحافظي على الهدوء. كل هذه الطرق ستساعد طفلك على التأقلم مع الوضع متجنّبا شعور الغيرة.
Comentários