إنّ الأهل بمعظمهم (إلّا القدّيسين منهم) اختبروا في حياتهم غضب شديد دفعهم الى استعمال كلمات ندموا عليها في ما بعد وتمنّوا لو استطاعوا سحبها من أدمغة أولادهم. لا يأتي الأولاد مع كتيّب يشرح كيفيّة التعامل معهم! نتمنّى نحن الأهل أن نصبح الأم أو الأب المثاليين لأولادنا. ومن أصعب ما في الأبوّة أن نتعلّم كيفيّة التواصل مع أولادنا وإيصال ما نريد ايصاله من دون أن نؤذيهم. فبحسب قول جايمس ليمان يجب أن نعرف أنّ ما يخرج من أفواهنا لا يدخل دائما الى آذان أولادنا بالطريقة التي أردناها!
إننا نستعمل كل يوم كلمات تؤذي الآخرين، ولكن من المهم جدا أن نعود الى أولادنا ونقول لهم "سامحني يا بنيّ على ما قلته لك. فأنا أحبّك كثيرا". على الرغم من الأثر الذي تركته كلمتكم الجارحة في ذهن طفلكم كبير، فإنّ للإعتذار قوّة أكبر.
هناك كلمات جارحة عديدة نقولها لأولادنا عندما نشعر بالتوتّر أو الاستياء أو الغضب، كما هناك عبارات غير مؤذية نقولها من دون التفكير في أنّها قد تسبب بردّة فعل معاكسة أو غضب عند أولادنا. من تلك العبارات:
"لا تبكي!"
عبارة بريئة نقولها لأولادنا عندما يعبّرون عن مشاعرهم بالدموع. باستعمال تلك العبارة إنّنا نستخفّ بدموعهم. يجب أن ندع أطفالنا يعبّرون عن مشاعرهم الحقيقية. فمن الأفضل أن نسألهم "هل أنت خائف؟ هل تشعر بألم؟" وبذلك نعطيهم الكلمات التي يمكنهم استعمالها للتعبير عمّا يضايقهم ليتوقّفوا عن البكاء.
"لماذا لا تكون مثل أختك/أخاك؟"
عندما تقارنين أولادك بعضهم ببعض تزيدين المشاكل بينك وبينهم. يمكنك أن تعطي تصرّفات الأصدقاء والأخوة كمثال لطفلك ولكن ابتعدي عن المقارنة بتاتا. فكل طفل فريد ويتميّز بشخصيته الخاصّة ومميّزاته ومزاجه. مقارنة طفل بآخر سيخفض من ثقته بنفسه. بدلا من أن تقارني طفلك بالآخرين، امدحيه على كل تصرّف جيّد وشجّعيه.
"لا تعرف القيام بذلك. دعني عنك."
عندما تطلبي من طفلك أن يساعدك في القيام بأمر ما، علّميه الطريقة وتحلّي بالصبر ولا تتسارعي في القيام بالأمر عنه. يجب على طفلك أن يتعلّم من أخطائه لكي يبرع في القيام بأي عمل كان. ساعديه إذا احتاج الأمر الى ذلك ولكن دعيه يحاول الى أن ينجح.
"أسرع!"
من لا يستعمل كلمة "أسرع!" مع أولاده؟ فحياتنا كلّها في عجلة إذ أنّنا نريد أن نسرع لنأكل وندخل السيارة ونذهب في نزهة أو الى السوبرماركت أو لزيارة العائلة. إنّ المشكلة ليست في كلمة "أسرع" ولكن في الطريقة التي نقولها لأولادنا عندما ندفعهم الى أن يسرعوا وبذلك نخلق عندهم الشعور بالإحباط والذنب، ممّا لا يزيدهم سرعة بل حزنا. يجب أن ننظّم وقتنا مع أولادنا من دون أن نضغط عليهم كي يسرعوا.
"لأنّني هكذا قلت!"
عبارة قويّة نستعملها فيشعر طفلنا بالضيق والعجز بسببها. يجب أن نتفادى استعمالها وأن نحاول إيجاد تفسير منطقيّ لكي يفهم الطفل سياق الموضوع.
"ما أذكاك. ما أجملك."
قد يحدّ التشجيع الإيجابي أحيانا من قدرات طفلك. من الجيّد أن تمدحي تصرّفات طفلك الصالحة ولكن لا تستعملي سمات قد تسبب عند الطفل شعورالخوف من الفشل. سيخاف ألّا يكون على المستوى الذي تنتظرينه منه وبالتالي سيخاف من اختبار أي جديد أو أي تحدّ، خوفا من ألّا يلمع.
"كيف يمكنك أن تحزن لسبب سخيف كهذا؟"
يتأثّر الأولاد عامّة والمراهقون خاصّة بأمور نعتبرها نحن الكبار تافهة. حاولي ألّا تستخفّي بمشاعر طفلك فالأمور التي تبدو تافهة بالنسبة إليك قد تكون مهمّة جدّا لطفلك. حاولي أن تستمعي الى سبب شعوره أو تصرّفه وتفهميه.
"أحسنت يا بنيّ!"
أن تمدحي طفلك على كل ما يفعل لا يجدي بأي نفع. امدحيه عندما يقوم بمجهود يستحقّ فعلا المدح عليه.
"توقّف الآن، وإلّا..."
إنّ تهديد طفلك من دون تنفيذ التهديد سيضع علاقتك معه في خطر ويعلّمه أنّه ليس لتهديداتك أي معنى. بدلا من أن تهدّدي طفلك، وجّهي اهتمامه الى أمر آخر يقوم به.
يجب أن تفكّري جيّدا قبل التفوّه بأي كلمة متوجّهة الى طفلك، فأقلّ عبارة يمكن أن تؤذيه وتسبب له بمشاكل يعاني منها طوال حياته مهما كانت نيّتك طيّبة. في لحظات الغضب الشديد، رخّي أعصابك وخذي نفسا عميقا لتتفادي التشاجر. من الأفضل أن تتوقّفي عن التشاجر وتسترخي، من أن تواصليه وتتفوّهي بكلمات مؤذية. يجب أن تطوقي دائما الى علاقة أفضل مع أولادك. حاولي أن تغيّري تعابيرك وتحدّدي معاييرها وتكوني إيجابية وواقعية.
Comments