ما هي الأبوة؟

ما هي الأبوة؟ هل الأب هو فقط الرجل في العائلة؟ هل هو الذي يدفع الفواتير فحسب؟ أم هو الرجل الذي يحمي عائلته ويسهر عليها ويهتم بها؟ إنّ الأبوة مليئة بالتحديات والإختبارات. إنّها خبرة فريدة سيكتشفها ويختبرها كل رجل خلال حياته. إنّها تبدأ منذ اللحظة التي يرى فيها العلامة الإجابية على اختبار الحمل، وتدوم الى الأبد. إنها خبرة جميلة، مليئة بالفرح والمسؤولية والإلتزام والتربية والحب.

تثير كلمة "أب" في ذهننا الكثير من الذكريات فتلك الذكريات تكوّنت من كيفية مشاركة والدنا في حياتنا. في الماضي، كان دور الأب يقتصر على تأمين الإستمرارية المادية لعائلته. بينما اليوم، هذا الدور تبدّل وأصبح يتضمّن الكثير من الإلتزامات والمشاركة في أعمال المنزل اليومية وتربية الأطفال.

يقدّر الأولاد أكثر اليوم تمضية المزيد من الوقت مع أبيهم. فبتمضية الوقت مع أولاده، يكون الأب ينقل لهم رسالة يقول فيها كم هو يحبهم ويقدّرهم. عندما يلعب الأب دورا في حياة الطفل، سيشعره بالحب والأمان. هناك الكثير من النشاطات اليومية التي تعطي الأب فرصة ليشارك في حياة أولاده، مثل تعليمهم ركوب الدراجة، وتغيير حفاضاتهم، وقراءة الكتب، وتعليمهم السباحة، وغيرها. عندما يعرف الأب طفله، سيساعده هذا الأمر على تلبية حاجاته في المستقبل وعلى بناء بينهما علاقة متينة كلّها ثقة وإخلاص.

يحتاج الأطفال إلى والدهم بنفس الطريقة التي يحتاجون بها والدتهم. إنّ الشعور بالأمان وصورة المرشد التي يعطيها الأب، ضرورية لنمو كل طفل. عندما تعطي الأم لأولادها الحنان والدفء، يعطي الأب لهم الإرشاد والثقة بالنفس. من المهم جدا أن يلعب كل من الأهل دوره وأن يعرف أهميته. يحتاج الأولاد الى أب مسؤول وملتزم لكي يعلّمهم السلوك الجيد والتواضع والشرف. الأبوة ليست فقط علاقة دم، إنّها علاقة حب غير مشروط، وأمان وتضحية وإلتزام.

بمناسبة عيد الأب، نتمنى لكل آباء العالم المحبين، كل عام وأنتم بألف خير!